في الحاجة للبحث العلمي والتكوين في مجال الطاقات النظيفة

لطالما شكلت الأزمات الحادة في مجال الطاقة محطات حاسمة في تاريخ الاقتصاد العالمي، ولهذا أصبح "الأمن الطاقوي" بعدا إستراتيجيا جديرا بالعناية والاهتمام، وعلى أساسه تبني الدول مخازنها الإستراتيجية وتطور وتنوع البدائل الطاقوية تحسبا لأي انهيار قد يشهده أحد مجالات الطاقة المستخدمة في العالم.

 

من خلال ما تقدم تظهر حاجة بلادنا إلى تنويع خياراتها الإستراتيجية، من أجل بناء الأسس السليمة لإستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز الأمن الطاقوي للبلاد، حماية لها من مخاطر جمة، تؤثر بشكل مباشر على الحياة والاقتصاد والأمن الاجتماعي والوطني.

وفي إطار رؤية الوكالة، وتنفيذا للإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والابتكار، فإنه صار من الملحّ تعزيز البنية العلمية والبحثية بمركز تميز في مجال الطاقات النظيفة، يهدف إلى استثمار الموارد الهائلة التي يوفرها الموقع الجغرافي لبلادنا، من وفرة في الشمس وعصف الرياح، طيلة السنة، وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.

إن هذا المركز سيكون نقطة ارتكاز لتوفير طاقة نظيفة وآمنة، وسيجمع بين مسارات التكوين المتخصص الذي يستهدف فئات محددة من ممتهني الطاقة والبحث العلمي الجاد، في مجال الطاقة، استجابة للحاجات المتجددة والمتزايدة، في ظل التذبذب التي تشهده أسواق الطاقة التقليدية، نتيجة لعوامل سياسية ومناخية، مؤثرة في الحاضر، وسيكون تأثيرها المستقبلي أقوى.

 

يراد من مركز التميز في مجال الطاقات النظيفة أن يجمع جهود البحث والتكوين المتوزعة بين القطاعات والمؤسسات المختلفة وينسقها ويعززها ويسهر على مواكبتها للمواصفات والمعايير العالمية في مجالها. وبذلك نستطيع تغذية سوق الطاقة بمواهب موريتانية قادرة على مواكبة التحول الطاقوي وتأمين التسيير المنهجي للمقدرات الطاقوية للبلاد، والاستثمار في الطاقة خدمة للاقتصاد الوطنية والتنمية المحلية.

وبالتوزي مع المسارات التكوينية، يقدم المركز جهدا بحثيا متخصصا في مجالات الطاقة النظيفة وتطويرها، والبحث عن الطرق العلمية لاستثمار أمثل للمقدرات الوطنية في مجال الطاقة، كما يمكنه أن يشكل قطبا استشاريا في المجال لدول المنطقة.

2 May 2023