البحث العلمي في خدمة التنمية 

البحث العلمي في خدمة التنمية 

من المسلم به أنه لا تقدم ولا تنمية بدون العلم، بدون الدرس العلمي المنظم والبحث العلمي الجاد، ولا غناء للبشرية في مسيرها قُدُما ومصيرها المشترك من البحث العلمي الخلاق والهادف لحل مشكلات التنمية العويصة، كما أنه الوسيلة المادية الوحيدة القادرة على إنقاذ البشرية حين تعصف به عواصف الكوارث الهوجاء أو جوائح الأمراض والفيروسات المتجددة، وما أمر كوفيد عنا ببعيد.

وما تزال أفريقيا، الزاخرة بالموارد البشرية المبدعة والموارد الطبيعة الهائلة، مفتقرة لما يكفي من الموارد المالية المبذولة للبحث العلمي، وإنها والحالة هذه، وفي ظل انشغال المانحين الدوليين بمشاغلهم وأجنداتهم، لمحتاجة لمزيد من تضافر الجهود وبناء تحالفات علمية بحثية على غرار تجربتها المثمرة في إنشاء التحالفات الاقتصادية في غربها وجنوبها.

يبدأ بناء هذه التحالفات من خلال اتفاقيات ثنائية بينية على أمل أن تنمو بنمو المشكلات واتساب رقعة البحث وميادينه لتشمل الإقليم في غرب أفريقيا ثم المغرب العربي ولاحقا أفريقيا كلها، لم لا؟

لهذا وانطلاقا من رسالتها السامة ومبرر وجودها تمد الوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار(بموريتانيا) يديها للتعاون مع نظيراتها في الإقليم وأفريقيا عموما، وتفتح أشرعتها للتحليق مع نظيراتها القارية بما يخدم التنمية المحلية ومستقبل الأجيال.

وإن البحث العلمي الجاد لم يك قط مجرد ترف أكاديمي تشتغل به الأمم التي تجاوزت شعوبُها عقباتِ المشكلات الحياتية الضرورية، بل هو ضرورة ملحة وفاعل مؤثر في حلحلة العديد من عوائق التنمية التي تعاني منها الدول، هذا إن وُجه بشكل معقلن ومنظم إلى الوجهات التي تشير إليها بوصلة التنمية.

27 June 2022