خطاب المدير العام للوكالة في افتتاح الورشة الدولية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الزراعي

معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي

معالي وزير الزراعة

معالي المنسق العام للكومستك

معالي السفير المدير العام للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي

معالي رئيس أمناء جامعة لاهور

السادة رؤساء وممثلوا مؤسسات البحث العلمي

السادة الباحثون والمهتمون بقطاع الزراعة والذكاء الصناعي

أيها السادة والسيدات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

 

اسمحوا لي أولا أن أجدد الترحيب بضيوفنا الكبار من العلماء والخبراء والمسؤولين الدوليين في بلدكم الثاني موريتانيا. كما أرحب بأصدقائنا الذين يتابعون معنا هذه الورشة عبر الأنترنت في مختلف البلدان.

لقد حرصت الوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار على توسيع آفاق التعاون مع الأشقاء والأصدقاء سعيا للاستفادة من التجارب الناجحة وتطويرا لمستوى البحث العلمي في بلادنا خصوصا ما يتعلق منه بأولويات التنمية الوطنية كما حددتها الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والابتكار.

وفي هذا الصدد، لا يخفى ما للزراعة من أهمية إستراتيجية وسيادية بما يمكن أن تحقق من الاكتفاء الذاتي الغذائي المستدام. ومع التطور التقني العارم وازدياد أعداد ساكنة الأرض وتقلص المساحات المزروعة وشح المياه وصرامة المعايير، أضحت الزراعة المستدامة النافعة والفعالة مستحيلة بالأدوات التقليدية فلكل عصر أدواته ووسائله!

وهكذا، صارت الاستعانة بالذكاء الصناعي وما يوفره من خدمات، تطوي الزمن وتفرز المعلومة وترشد للتصرف، ضرورية لنجاح المحاصيل كما وكيفا وزمنا..

وهكذا سعت الوكالة لجمع خبرات المجالين الحاسوبي والزراعي تحت سقف واحد ليتفاعل الرقمي مع النباتي فينتج عن ذلك المحاصيل بالصفات المطلوبة.

إننا لسعداء جد سعداء بأن هذه القاعة الآن تجمع خبرات الشرق والغرب في هذا الميدان! فمن بلاد الصين شرقا إلى أمريكا غربا مرورا ببلاد السند وآسيا الوسطى والوطن العربي وتركيا... كل تلك التجارب متاحة لكم اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام للاستفادة منها.

لقد أملت متطلبات الاستدامة الخروج من قفص التخصص إلى الموسوعية الجماعية التي نعبر عنها أحيانا بتعاضد التخصصات وتداخلها (Interdisciplinarity) وهذا التعاضد هو الذي ينتج البحث العلمي الرصين المستدام.

إننا نعول على هذه الورشة في الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ في سبيل استفادة بلادنا من ما توفره التقنيات الحديثة في تطوير المحاصيل الزراعية كما وكيفا وانتقاء اعتمادا على خصوصيتنا المناخية والبيئية.

لذلك فإننا ندعو الفاعلين في القطاع الزراعي إلى طرح مشاكلهم والتحديات والصعوبات المختلفة التي تواجه مهمتهم النبيلة عسى أن يجدوا لها حلولا عند هذه الكوكبة من المتخصصين. كما ندعو الشباب الباحثين والمهتمين بمجالات الحوسبة والذكاء الصناعي إلى التعريف بمشاريعهم وعرضها على الخبراء للنقد البناء .. وندعوهم كذلك للاستماع والإنصات إلى مشاكل المزارعين ليجدوا لها نمذجة مناسبة تمكن من رسم حلول محتملة لتلك المشاكل.

 

وإننا إذ نعتز بشراكتنا المثمرة مع أصدقائنا في كومستك والمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي والمعهد الوطني الجزائري للأبحاث الزراعية وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بمصر ومؤسسة هانس زايدل الألمانية ومعهد النهر الأصفر للمعدات الزراعية بالصين لنجدد الشكر لهم جميعا على تجشم السفر للحضور معنا ... وباسمهم جميعا نشكر غرفة التجارة والصناعة والزراعة بموريتانيا على استضافة هذه الورشة.

أشكركم جميعا أيها السادة والسيدات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

13 February 2024